HTML مخصص
14 Jan
14Jan

تحتفل الكنيسة المقدّسة بعيد سيّدة الزروع في تواريخَ مختلفة، منها ١٥ كانون الثاني من كل عام.

وهو يحمل الكثير من الدلالات، وقد صلّى آباؤنا باستمرار فيه، طالبين من مريم العذراء أن تبارك مزروعاتهم بتضرّعها معهم للربّ.يطلّ عيد «سيّدة الزروع» مبتسمًا، حاملًا في طيّاته معالم الخير والفرح والبركة.

منذ أيّام الرسل، اعتاد المسيحيّون الأوائل على الاحتفال بتذكارات مريميّة، فكرّسوا لها ( ٣ ) أعياد في السنة، مُحَدَّدَة وفق الآتي: «سيّدة الزروع» في كانون الثاني، و«سيّدة الحصاد» في ١٥ /أيّار، و«سيّدة الكرمة» في ١٥ /أب.

وقد اعتبر لاهوتيّون أن عيد «سيّدة الزروع» والأعياد المريميّة التي سبق ذكرها مرتبطة بسرّ الإفخارستيا إذ يُصنع القربان من طحين القمح والخمر من العنب المعتّق، وهما يتحوّلان إلى جسد المسيح ودمه في الذبيحة الإلهيّة لأن «جسدي طعام حقّ ودمي شراب حقّ» ( يوحنَّا ٦ / ٥٥ )، إن مريم العذراء التي قبلت يسوع الكلمة في قلبها أوّلًا، ثمّ أعطته جسدها مسكنًا له، يكون بذلك رحمها أوّل بيت للقربان المقدّس في الكنيسة.

وقد وجد آباؤنا منذ القديم في عيد «سيّدة الزروع» مساحة لهم للصلاة والطلب من أمّنا مريم أن تفيض بركتها على سنابل الزروع وثمار الأشجار، وتشاركهم التضرّع عند الربّ كي يرفع عن مزروعاتهم الأوبئة.

ها نحن اليوم، في عيد «سيّدة الزروع»، نسأل أمّنا مريم بركتها وشفاعتها عند ابنها يسوع ليحفظ ثمارنا الأرضيّة والروحيّة. آمــــــــــــين.


عيد مُبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.