HTML مخصص
13 Jan
13Jan

في ليلة آلامه أسّس سرّ القربان والكهنوت، من أجل استمراريّة ذبيحة الصليب لفدائنا من خطايانا، ووليمة جسده ودمه لحياتنا وحياة العالم.

هذا هو فصح المسيح، فصح العهد الجديد الذي يعبر بنا من حالة الخطيئة إلى حالة النعمة، ويمنحنا الحياة الإلهيّة.

إنّه فصح دائم عبر ذبيحة القداس الإلهي، المسمّاة إفخارستياأي "صلاة الشكر".

كانت كلّ عائلة، في العهد القديم، تجتمع لتأكل حمل الفصح، وفقًا لشريعة موسى.

أمّا في العهد الجديد، فكلّ جماعة المؤمنين، "عائلة الله" تجتمع في بيته، الذي هو كنيسة الرعية، لتشارك في فصح المسيح، في يوم الأحد، وهو "يوم الرب".

سمع التلميذان شهادة يوحنا فتبعا يسوع.

شهادة يوحنا واضحة وصادقة ومسموعة.

إنّها إيّاها شهادة الكنيسة من جيل إلى جيل، وتستلزم من أبنائها وبناتها سماعها.

السَّماع في الكتاب المقدّس يعني الطاعة لِما نسمع، لأنّ الكلمة - الخبر هي من عند الله.

ليست البشارة المسيحيّة مجرَّد أفكار فلسفيّة ونظريات، بل هي نهج حياة، وطريق إلى الملكوت.

عندما سمع تلميذا يوحنا شهادته، تبعا يسوع، أي أطاعا الكلمة - الشهادة.

وهذا ما كان يبغيه يوحنا من إداء شهادته: أن يعرف تلميذاه يسوع ويتبعاه.

لم يكن يسعى لجلب تلاميذ له، ولكسب ولائهم، وليكونوا له. ففرح أنّهما يتبعان يسوع الذي هو "أقوى منه وأقدم، وهو لا يستحق أن يحلّ رباط حذائه"، كما قال عن نفسه ( لوقا ٣ / ١٦ ).

كم نحن بحاجة إلى روح يوحنا!

فكم نتمسّك بالمؤسّسة، أو بالمركز أو بالوظيفة أو بالمكان أو بالمصلحة الذاتيّة، أكثر من الكنيسة وعلى حساب حياتها وشهادتها ورسالتها!

هذا نشهده على مستوى الكهنوت، والحياة الرهبانيّة، وعلى مستوى الحياة المدنيّة والسياسيّة.

تبع التلميذان يسوع بحثًا عن حقيقة الخلاص، وهي رغبة مشتعلة في قلبَيهما.

لا يبحث مَن لا يتوق ولا يرغب، ومَن ليس يعنيه أمر الخلاص، بل يبقى أسير نفسه والأرضيّات.

صلاتنا أن يُشعل الله في قلب كلّ إنسان توقًا إليه وإلى معرفته، فيصلّي مع صاحب المزمور: "كما يشتاقُ الأيّلُ إلى مجاري المياه، كذلك تشتاق نفسي إليك يا الله" (مزمور ٤١ / ١ ).

تبعاه بإيمان، التزامًا بشخصه، ليكونا شريكَي حياته.

يشبِّه الكتاب المقدّس العلاقة الإيمانيّة بين الإنسان والله "بالزواج"، إذ يصبح الله شريكًا في حياة المؤمن، وفي قرارات حياته اليوميّة.

تبعاه لأنّه الأقوى والقادر على خلاصهما.

من المؤسف أن نرى كثيرين يستغنون عن الله وخدمة الكنيسة وتعليم الإنجيل والممارسة الأسراريّة.

وبذلك يعتبرون أنفسهم أقوى من المسيح الفادي ومن الكنيسة كأداة الخلاص لكلِّ إنسان.

الإيمان هو مسيرة حياة دائمة مع المسيح في قلب الكنيسة. آمــــــــــــين.


أحد مُبارك للجميع.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.