وُلِدَ لكم اليوم مخلًّص، هو يسوع المسيح الرب، في مدينة داود بهذه العبارة بشّر الملاك رعاةً بيت لحم بمولد الرب يسوع.
“وهذه علامة لكم: تجدون طفلا، مقمّطا، مضجعا في مذود”. ويقول القديس لوقا: “وانضمّ فجأة الى الملاك جمهور من الجند السماوي يسبّحون الله، ويقولون:
“المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر”.
وكان الله قد وعد البشرية بالمخلّص، على ما جاء في انجيل القديس مرقس: “وعندما بلغ ملء الزمن، أرسل الله ابنه، مولوداً من امرأة، مولوداً في حكم الشريعة ،لكي يفتدي الذين هم في حكم الشريعة، حتى ننال البنوّة.( غلاطية ٤/٤ ).
لقد أراد السيد المسيح أن يُظهر في يوم مولده تواضعه، وعظمته في وقت معاً، فوُلد كأحقر ما يولد بشر.
وُلد في مغارة، ولفّ بأقمطة، كسائر الناس، ووضع في مذود بقر.
ولكن في الوقت عينه ظهرت فجأة من السماء جوقة من الملائكة تسبّح الله، وتنشد:
“المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر”.
لقد أراد السيّد المسيح منذ الدقيقة الأولى لوجوده فيما بيننا أن يعطينا أمثولة في التواضع، والكفر بمقتنى الدنيا، وغناها.
فوُلد في مذود، وشعر بما نشعر به من عوامل الطبيعة فلُفّ باقمطة، اتقاء البرد القارص في هذه الآيام في بيت لحم، وأُضجع في مذود بقر، وهو سيّد الكون، وما فيه من كائنات.
والمسيح هو الذي يقود الكنيسة “لأنها، في وقت معاً، منظورة وروحيّة، وجماعة فيها تراتبية، وهي جسد المسيح السرّي.
وهي واحدة مؤلفة من عنصرين بشريّ وإلهي، وهذا هو سرّها الذي لايقبله الاّ الايمان وحده”.
“والكنيسة هي في هذا العالم سرّ الخلاص، وعلامة الاتحاد بالله والناس، وأداته” على ما جاء في تعليم الكنيسة الكاثوليكية ( عد ٧٧٩-٧٨٠ ).
واتباع يسوع المسيح يعني الاشتراك مع يسوع القائم من الموت.
كانت هذه حال الرسل الذين لم يظلّوا على علاقة مع الرجل الذي اسمه يسوع، بل أصبحوا في شراكة كاملة معه بالايمان بكلمته.
وقد أوضح لهم ذلك بقوله: “أنا أمضي، وتطلبونني، وتموتون في خطيئتكمم. حيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا”. ( يوحنا ٨ / ٢١ ).
واتباع يسوع معناه أولاً الايمان به، والشهادة له، والعمل بأقواله.
واتمام رسالته يكون بالاقتداء به، كما قال: “كما أرسلني الآب، أرسلكم أنا أيضاً” ( يوحنا ٢٠/ ٢١ ).