HTML مخصص
21 Feb
21Feb

صحيحٌ أنّ فعلَ الصوم مشترك عند جميع الأديان، إلاّ أنّ الطوائف المسيحيّة تمارس الصوم المقدّس بروحانيّة مختلفة عن كلّ ما عداها: يدخل المؤمن الخلاص بالسير مع خطى المسيح.

فالصوم عبورٌ من الولادة البشريّة إلى الولادة المسيحيّة.

الصوم هو التحرّر من الخطيئة، فبما أنّ المسيح هو قاعدة صومِنا، فعلى المؤمنِ الالتزامُ بالإيمان بيسوعَ المسيح الطبيبِ، والشافي، وغافر الخطايا، ومحيي المائتين، والمنتصر على الموت والشيطان والخطيئة.

معنى الصوم هو الإمساكُ عن الطعام والشراب لفترة من الزمن بهدف الاقتراب من الله في توبة وإيمان.

في الكتاب المقدس، عادة ما يجتمع الصوم مع الصلاة والصدقة.

صوم، صلاة وصدقة.

فالجوع والتعب يجعلاننا «فقراءَ بالروح» وَاعين أن وجودَنا يتعلّق بالله وبمعونته.

فالصوم الكبير هو امتلاء من المحبّة لله وللناس، وزمن انفتاح القلب واليد على الأخوة الفقراء والمرضى والمحتاجين.

إنَّ ما يوفّره كلّ منّا خلال صومه من قطاعة وإماتات هو بنوع خاص للتصدّق به على محبّة الفقراء وخدمتهم ومساعدتهم تكمّل الصوم والقطاعة وترفعهما من مستواهما المادّي إلى سموّ المحبّة الاجتماعيّة.

فالصوم إذًا ليس ضدّ الجسد بل هدفُهُ تهذيب الجسد.

ولكن في النعمة يتّحد الروح والجسد معًا ليخلصَ الإنسان كوحدة كاملة غير منقسمة.

أمّا بولس في رسالته إلى أهل غلاطيه، فيحدّد أعمال الجسد وأعمال الروح كالآتي :

"أعمال الجسد ظاهرة وهي الزنى، العهارة، النجاسة، الدعارة، عبادةُ الأوثان، السِحْر، العداوة، الخصام، الغَيْرة، السخط، التحزّب، الشقاق، بدعة الحسد، القتل، السكر، البطر… أمّا ثمار الروح فهي المحبّة والفرحُ والسلام وطولُ الأناة واللطفُ والصلاح والإيمان والوداعة والتعفّف."

( غلاطيّة ٥/ ١٩–٢٣ ). آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.