HTML مخصص
20 Feb
20Feb

البرص هو مرض فتاك معدٍ.

هذا الوباء الرهيب والمرعب يجعل لحم الانسان يهترئ ويتساقط كورق الشجر الاصفر، انه وباء مخيف يجعل المُصاب به مفصولا عن الجماعة ولا يُسمح له الاختلاط بالمجتمع أو كسر حواجز الابتعاد والانفصال.

جرس وانفصال وكان المبروص يحمل معه جرسًا بيده يقرعه لينبّه الناس انّه مارّ من هنا ليهربوا منه ويبتعدوا عنه.

الابرص يصرخ وقد سمع ان يسوع يمرّ من هناك.

هو يصرخ ويقول يا يسوع يا ابن داوود ارحمني فسمع صوته واهتزت احشاؤه رحمة وحنانا، وبدل ان يهرب منه ويبتعد عنه كباقي الناس اقترب منه ولم يكتف بأن يقول له لقد شئت أن تطهر بل لمسه.

فعل يسوع ما لم يُعقل فعله من أي بشري تجاه مصاب اطلاقًا، لقد لمسه وكسر الحواجز والفواصل والممنوعات والمحرّمات "بل لمسه" بوضع يده عليه.

كان يسوع في اعاجيبه الشفائية يشفي النفس من الخطايا أولا، لأن الناس كانوا يظنون ان سبب الامراض هو الخطيئة لذا كان يسوع يقول: "مغفورة لك خطاياك" ثم ليثبت قدرته الالهيّة كان يشفي أمراض الجسد.

طقوسيّة وضع اليد من أهم الطقوس والشعائر الدينية.

يسوع وضع يده على الابرص غير خائف من ان يصاب بالعدوى من هذا الوباء الخطير، لانه هو سيد الحياة والموت وهو ابن الله مخلص العالم.

لقد شَفى يسوع هذا الانسان من برص الجسد وبرص الخطيئة والّتي هي برص روحي ووباء طبيعي.

معطوبية وفناء

فنحن نحمل الوديعة، وديعة الايمان في إناء من خزف كما يقول مار بولس.

وهذه علامة معطوبيتها وزوال ولا شفاء لنا من هذا العطب الوجودي الا بنعمة الله ورحمته علينا فليبعد الله عنا برص النفس والضمير والاخلاق.

إن برص الجسد الّذي يصيب الانسان كغالبية الأوبئة الّتي اجتاحت العالم منذ بدايات الخلق وحتّى يومنا الحالي، فهشاشة الجسد البشري هي بحاجة دائمة للمسة محبّة من يد الله، في هذا الصوم المبارك لنندم على خطايانا ونعترف بها للكاهن كي يرحمنا الله ويشفينا من برصِنا وامراضنا صارخين يا ابن الله ارحمنا. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.