HTML مخصص
06 Jun
06Jun

لقد شاء الربّ يسوع أن يكون ظهوره العلني الأول، في بداية رسالته الخلاصية، في احتفال عرس قانا للدلالة أنه أتى إلى أرضنا ليشارك الناس في أفراحهم، بل ليكون سبب فرحهم الحقيقي وسعادتهم، بفضل السلام الذي يزرعه في قلوبهم.


كما أتى ليشارك الناس في آلامهم وحزنهم وجوعهم وفقرهم، وسمّى هؤلاء “إخوته الصغار”.

(متى ٢٥ / ٤١ ).


- لم يكن حضور يسوع مقتصرًا على وجوده الحسّي، فهو سيّد العطايا جميعها، وحيث يتواجد تفيض النعم وهبات الله.

مريم أمّه وحدها تعرف كلّ مكنونات قلبه، وتعرف أنّه قادر على إخراج العروسيَن من مأزق نفاد الخمر، ومن موقع الإحراج تجاه المدعوّين.


فجاءت تعرض عليه مشكلة نفاد الخمر بدافع منها، لأنّها هي ايضًا مثله، وقد اتّخذت في الأساس حالة “الخادمة” ( لوقا ١ / ٣٨ )، كانت في العرس تعتني بكل ما يُسعد العروسين والمدعوين.


إنّها “الأمّ الحنون” تواصل سهرها على كل بيت وعلى كل انسان.


جميل هذا الحضور! جميل أن نكون في كلّ مكان وظرف بمثل هذا الحضور.


- حضور يسوع في العرس مع مريم أمّه وتلاميذه، يُضفي على الزّواج قدسيّة ومعنى.

فتحويل الماء إلى خمر فائق الجودة يرمز إلى أنّ المسيح أتى ليغيّر وجه الإنسان والعالم.

في سرّ الزواج يتمّ تحويل “الاثنين إلى واحد”، على صورة الله الثالوث، واتحاد المسيح بالكنيسة ( أفسس ٥ / ٣٢ )، جاعلاً منهما جماعة حبّ وحياة ( الكنيسة في عالم اليوم، ٥١ ).


الخمر الفائق الجودة هو الحب المتّقد في قلب العروسَين، الواحد للآخر. وقد أصبح بحلول الروح القدس عليهما في السّر المقدّس حبًّا مقدّسًا لامتزاجه بالحبّ الإلهي المسكوب في قلب العروسَين بالروح القدس.


إنّه حبٌّ سامٍ جدير بتقديسهما عبر حياتهما الزوجية والعائلية، إذا حافظ كلّ واحد منهما على حبّه للآخر، وجعله خمرة جيّدة أبدًا في حلو الحياة ومرّها.


في عرس البشر، في قانا، كان تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، أمّا في عرس المسيح الخلاصي، فكان تحويل الخمر إلى دمٍ فادٍ للبشرية جمعاء بفضل حبّ الله اللامتناهي للبشر الذي تجلّى في شخص المسيح.


هكذا الخمرة أصبحت رمزًا للحبّ المتفاني، المضحّي، المعطاء.


في هذا النوع من الحبّ يجد الإنسان سعادته، سواء في الحياة الزوجية أم في الكهنوت أم في الحياة المكرّسة، أم في حياة الفرد الذي يقوم بواجب حالته أو مسؤوليته.


وهذا النوع من الحبّ يعطي نكهة ومعنى للحياة وللعمل ولممارسة الواجب والمسؤولية.


فليَرتفع من قلب كل زوجين وعائلة نشيد المجد والتسبيح لله الواحد والثالوث، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.