HTML مخصص
08 May
08May

"للعذراء مريم مكانة كبيرة في حياة المؤمنين المسيحيّين، ويظهر ذلك بوضوح من خلال الصّلوات الطّقسيّة والعادات والتّقاليد المختلفة المكرّسة لهذه القدّيسة، فمثلًا ما أن يحلّ الشّهر الخامس من السّنة، شهر أيّار، المسمّى "الشّهر المريميّ" حتّى نرى المسيحيّين يتهافتون إلى الكنائس للتّعبير عن حبّهم وإكرامهم وتقديرهم لوالدة المسيح وأمّ البشر مريم العذراء، الّتي تشملهم بحبّها وعطفها وحنانها، والّتي هي أحبّ شخص بعد المسيح إلى قلوب المسيحيّين.

لقد خصّصت الكنيسة الكاثوليكيّة شهرًا كاملًا لإكرام أمّنا العذراء مريم وذلك إرضاءً وتغذيةً لتقوى المسيحيّين المتزايد نحو والدتهم الحنونة.


فمنذ بداية المسيحيّة إلى يومنا هذا لا يكفّ المؤمنون عن تكريمها، فأمجادها وفضائلها وقدرتها كانت على الدّوام موضوع ثقتهم والتجائهم إلى حمايتها وطلب شفاعتها والدّليل على ذلك مزاراتها المنتشرة في كلّ العالم والكنائس المشيّدة على اسمها.

أمّا عن الصّلوات فأشار يلدو إلى أنّه "من أجمل الصّلوات بعد الصّلاة الرّبّيّة، هي صلاة "السّلام الملائكيّ" الّتي يوجّهها المسيحيّون إلى الملكة السّماويّة وقد انتشرت انتشارًا سريعًا لما تحويه من معنى وذكر لأمجاد مريم وسموّ مقامها وسلطان شفاعتها، فضلًا عن كونها صلاة قصيرة وبسيطة غير معقّدة.

دعيت صلاة "السّلام عليكِ يا مريم"، بهذا الاسم لأنّها تبتدئ بالعبارة الّتي سلّم بها الملاك على العذراء مريم عندما بشّرها بأنّ الله اختارها أمًّا لمخلّص البشر "يسوع المسيح".

إنّها صلاة بفم الملاك جبرائيل والقدّيسة إليصابات والكنيسة الجامعة.

وهناك أيضًا صلاة مسبحة الورديّة الّتي أخذت مكانة كبيرة في حياة المؤمنين، فنرى أغلبيّة النّاس لا تفارق جيوبهم هذه المسبحة، فقد قال عنها البابا يوحنّا بولس الثّاني: "إنّها صلاتي المفضّلة، إنّها صلاة رائعة في بساطتها وعمقها، إنّها تعرض لنا أهمّ وقائع حياة المسيح الّتي إذ جمعت في أسرار ثلاثة تربطنا بالمسيح من خلال قلب أمّه إذ صحّ القول، ويسعنا في الوقت نفسه أن نضمّ إلى أسرار الورديّة كلّ ما يحدث لنا شخصيًّا وعائليًّا وكنائسيًّا وإنسانيًّا… وهكذا تجري صلاة الورديّة منتظمة مع الحياة البشريّة. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.