HTML مخصص
12 Mar
12Mar

مغفورة لك خطاياك.. قم احمل سريرك وامشِ ".

في مبادرة يسوع المزدوجة ، شفاء النفس اولاً من خطاياها ثم الجسد من شلله، تبيّن ان يسوع هو طبيب النفوس والاجساد.

عنه تنبأ اشعيا: "يأتي زمن يغفر فيه الرب كل خطيئة ويشفي كل مرض" ، وهو عينه خاطب شعبه بلسان موسى: " انا الرب الذي هو طبيبك ".

الى هذا الرب الطبيب نصلي في المزمور السادس: "ارحمني يا رب فلا قوة لي ، واشفني فأن عظامي قد تزعزعت ونفسي اضطربت كثيراً.

عدْ يا رب ونجّ نفسي ولاجل رحمتك خلّصني.

قد تعبت من تنهدي في كل ليلة أروي سريري ، وبدموعي ابلّل فراشي".

هذه صلاة المريض والمعاق، صلاة الحزين والمظلوم، صلاة السجين والمتروك في عزلته، صلاة التائب عن خطاياه وشروره، هذه صلاة كل انسان، لان لا أحد الاّ وهو مريض سواء في جسده ام نفسه ام معنوياته، ما اجراه الرب يسوع مع المخلع هو اعادة الانسان الى بهائه الاول ففي الاساس، كل شيء خلقه الله كان حسناً جداً ، وخلق الانسان على صورته ومثاله، أي كاملاً في جمال جسده ونفسه، كما يصفه ( المزمور ٨ ): "ما الانسان حتى تذكره، وابن آدم حتى تفتقده ؟ وضعته قليلاً دون الاله ، بالمجد والكرامة كللته.

على صنع يديك سلطتَه، وكلَّ شيء تحت قدميه جعلتَه".

كل هذه الكرامة هي ان الانسان وحده، دون سواه من بين الخلائق المنظورة، قادر على ان يعرف الله ويحبه، ووحده مدعو من خلال المعرفة والحب، للمشاركة في حياة الله.

لقد خُلق لهذه الغاية، وهذا هو السبب الاساسي لكرامته.

تتجلى كرامته في كونه شخصاً قادراً ان يعرف نفسه، ويضبطها، ويبذل ذاته باختياره، ويدخل في شركة مع غيره من الاشخاص، على اساس من الحقيقة والعدل والخير، فيؤلفون معاً وحدة اساسها أصل مشترك ، ورباطها التضامن البشري والمحبة.

لهذا السبب بدأ الرب يسوع بشفاء نفس المخلع من شللها كأساس، ثم الجسد من شلله كنتيجة.

ذلك ان النفس عندما تشفى وتتقدس، يتقدس بها الجسد كله بامراضه وعاهاته التي تتخذ قيمة فداء، اذ تتواصل بواسطتها ألام الفادي الالهي ،" لكي تعلموا ان ابن الانسان له سلطان ان يغفر الخطايا في الارض، قال للمخلع : قمْ فاحمل فراشك واذهب الى بيتك ". آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.