HTML مخصص
11 Mar
11Mar

نظر يسوع إلى ذلك المسكين وقال له (مغفورة لك خطاياك ) ، لأنه علّم أنّ الخطيئة هي السبب الأول لخلعه ، وهي سبب عجزه والانقسام فيه.

ألم تكن الخطيئة هي سبب انقسام الإنسان وخالقه ! ، فيسوع أزال منه الانقسام وأعاده واحدا ، مترابط الأعضاء ، وجعلها كلّها متّصلة بالرأس الذي يحرّكها بتناسق فيما بينها ، فردّه إنسانا قادرا.

نعيش اليوم حضارة حوّلت الإنسان إلى أشلاء ، فصلت بين الجسد والقلب.

قسمت حياة الإنسان: إلى حياة في البيت وحياة في العمل ، حياة داخل الكنيسة ، وأخرى خارجها.

فتحوّل الإنسان إلى مخلّع عاجز يعيش في قلق.

فنحن بحاجة إلى يسوع المخلص يعيد إلينا وحدة الذات فينهضنا من مرضنا.

وعلينا أن نجعل المسيح رأسا لجماعتنا ، فهو المبدأ لوحدة الكنيسة.

ولجماعة الكنيسة دور في احتضان الضعيف وتشجيعه على طلب الخلاص ، كما كان للرجال الأربعة في حمل المخلع وإنزاله من السقف ليقترب من الرب ألا نستطيع أن نرى في الرجال الأربعة ، الإنجيليّين الأربع؟! الذين ينيرون الإنسان بتعاليمهم الرسوليّة وببشرى الخلاص التي بيسوع المسيح.

فعلينا أن نعلّم أولادنا حبّ الله ، وأن نبني مجتمعا خاليا من الكذب والخداع.

وهذه من الأمراض التي تجعل الإنسان أن يصاب بخلع الروح والنفس.


يقول القدِّيس إقليمس الإسكندريّ : تشفي مهارة الطبيب ، كما جاء في ديمقريتوس ، أمراض الجسد ، أمّا الحكمةُ فتُحرّر الروح من الأهواء.

والمعلّم الصالح ، أي الحكمة وكلمة الآب وصانعُ الإنسان ، يُعنى بجبلة البشر.

فطبيبُ البشريّة الكليّ المهارة يشفي الجسد والنفس على حدّ سواء.

فالمخلّص أمر المخلع قائلا : قمْ واحمل فراشك وأذهب إلى بيتكَ ! وللحال استعادَ المخلّع قوّته.

يقول القدّيس يوحنا فم الذهب : كلّما عاقبَ أحدًا أو كرّمه أو غفر الخطايا أو سنّ الشرائع ، تصرّف دون الرجوع إلى سواه.

فالسلطان سلطانه في فعل ذلك.

وكلّما فعل ذلك فإنك لا تجده يصلّي أو يُناشد أباه ، بل يفعلُ كلّ شيء بسلطانه.

يقول القدّيس أمبروسيوس : لقد كلّف يسوع المسيح القيام بعمل يكون فيه التعافي شرطاً ضروريّا ، حتى لو كان المريضُ يصلّي من أجل التعافي من مرضه .. كانت عادة الربّ أن يطلُبَ من الذين شفاهم بعض الإستجابة ِ أو القيام ببعض الواجبات.

يشفي الربّ النفس أوّلا ، فبشفاء النفس يُشفى الجسد. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.