HTML مخصص
10 Mar
10Mar

وسمع أنه كان في البيت واجتمع جمهور غفير في البيت قد جاءوا من كل فجّ عميق من أماكن عديدة، هذا الجمهور نراه دائماً في كل المجتمعات فهو من سائر الشرائح، فيه الغني وفيه الفقير وفيه أناس نالوا حظوة فكانوا ذوي مركز مرموق، وفيه البسطاء، فيه من كان يرغب أن يستمع إلى كلمات الحياة الخارجة من فم الرب يسوع، وفيه من يريد أن يتربّص بالرب، أن يصطاده بكلمة، فيه العدو وفيه الصديق،فيه الفضولي الذي يريد أن يرى معجزة يتحدّث عنها هنا وهناك بين الناس لا لإيمانه بمن اجترحها بل لأنه يتوق أن يتكلّم في أي أمر أو شأن.


قلنا في الجمهور العدو. كان هناك الكتبة والفريسيون جاءوا ليصطادوا الرب بكلمة وكان هناك العديد من المرضى جاءوا لينالوا الشفاء.

وفي كفرناحوم يقول كتبة الإنجيل الثلاثة الأولون متى ومرقس ولوقا الذين فصّلوا هذه الأعجوبة أنه كان هناك إنسان مفلوج مخلّع لسنين عديدة.


كان هذا الإنسان متروكاً ولم يكن بإمكانه أن يأتي إلى الرب ولعلّه قد سمع عن المعجزات الباهرة التي يجترحها الرب يسوع ولكن هل بإمكانه أن يأتي بنفسه؟فإذا بأربعة من أقربائه أو أصدقائه أو جيرانه يتبرعون بأن يحملوه على سرير ويأتوا به إلى الرب يسوع، فجاءوا ولم يستطيعوا أن يدخلوا من كثرة الجمع، هل يعودون إلى البيت ثانية؟ فخطرت في ذهنهم فكرة أن يصعدوا إلى السطح ويثقبوا السقف ويدلّوا السرير أمام الرب يسوع.


يقول كتبة الإنجيل: ولما رأى الرب إيمانهم لم يقولوا إيمان المخلّع لعلّ المخلّع أيضاً، قال للمخلّع: ثق يا بني مغفورة لك خطاياك.


إيمان أولئك الأربعة الذين حملوا المُخلع إلى الرب يسوع وبرهنوا على قوة إيمانهم إذ ثقبوا السقف ودلّوا السرير أمام الربونحن أيضاً في الكنيسة على إيمان الوالدين مثلاً نعمّد الأطفال، الرب ينظر إلى إيمان الوالدين ويقبل هذا الإيمان كأنه إيمان الطفل بالذات، والوالدون الذين يعمّدون أولادهم على هذا الإيمان عليهم مسؤوليّة جسيمة جداً أن يهذّبوا أولادهم ويعلّموهم مبادئ الدين وينشئوهم على الفضائل المسيحية كما أنه عليهم أن يصلّوا دائماً لأجلهم، فالرب يقبل صلاة الوالدين لأجل أولادهم.


عليهم أن يحملوا هؤلاء الأولاد وإن شلت أعضاء نفوسهم وإن ضلّوا عن جادّة الحق وإن ذهبوا إلى الأماكن البعيدة كالابن الضال، يأتون بهم بصلواتهم بأصوامهم عنهم أمام إلهنا، أمام الرب يسوع ليلتفت إليهم ويقول لهم: ثقوا يا أبنائي مغفورة لكم خطاياكم فينالون الشفاء، شفاء النفس الذي هو أهم كثيراً من شفاء الجسد. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.