يوضِح بولس أنه لا حرج في أن نحزن، فلا يوجد في الكتاب المقدس ما يقول بأن المؤمنين لا ينبغي أن يحزنوا، ولا أنه لا ينبغي أن نذرف الدموع على فقدان أحبائنا، أو ألَّا نحزن ونشعر بالفراغ عندما يموت أحد أحبائنا، لكن ينبغي ألا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم عندما يموت شخص غير مؤمن، لا يتبقى لأحبائه سوى الذكريات، ولكن عندما يموت شخص مؤمن، يكون لدينا رجاء في المستقبل لأننا نؤمن بالقيامة والحياة الأبدية.
الحزن الذي نشعر به هو حزن مؤقت، فنقول له “إلى اللقاء – إلى أن نلتقي ثانيةً”، ولا نقول له “وداعًا إلى الأبد”.
نحن نحزن لأن الفُراق مؤلم، حتى وإن كان مؤقتًا، فنحن نفتقد أطفالنا عندما يبتعدون عنا، ونفتقد والدينا عندما نسافر ونعيش بعيدًا عنهم، فمن الطبيعي أن نفتقد أحباءنا المؤمنين عندما يتم ترقيتهم إلى الحياة الأبدية في السماء.
نحن نعلم أننا سنراهم مرة أخرى، لكننا في هذه الأثناء نشعر بالحزن.
في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي، أظهر بولس تعاطفًا وتفهمًا لمشاعر فَقْد أحد الأحباء؛ لم يوبخ على حزن أو احساس بالصدمة، ولم يقلل من شأن مشاعر الخسارة والألم.
إن وقت الفَقْد هو وقت للنظر إلى الماضي، والتطلُّع إلى اللقاء المستقبلي في السماء، والتأمُّل الداخلي وتذكير أنفسنا بأننا زائلون.
عندما نقف عند قبر شخص ما، يزول إحساسنا الزائف بالأمان، وافتراضنا الخاطئ بأن الحياة ستظل مستمرة ولن تتوقف أبدًا، فنحن أمام حقيقة الموت، وعلينا أن نتذكَّر أن هناك قبرًا ينتظرنا نحن أيضًا لكن لا داعي لأن نحزن لذلك، فالقبر ليس نهاية القصة، ونحن نؤمن بالقبر الفارغ للرب يسوع المسيح، ولدينا ثقة مطلقة بأن أجسادنا ستصعد إلى الملكوت لتكون مع الرب يسوع إلى الأبد. آميـــــــن.