HTML مخصص
23 Aug
23Aug
إعلان خاص

يحتفل العالم هذا الإثنين باليوم الدولي لذكرى الإتجار بالرقيق الأسود وإلغائه.

مائتان وثلاثون سنة مضت على الثورة التي شهدتها جزيرة سانت دومينغو، ومع ذلك ما يزال عالم اليوم يشهد أشكالاً جديدة من العبودية، يذهب ضحيتها ملايين الأشخاص المكبّلين بسلاسل الإستغلال.

ظاهرة ندّد بها البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة.

الهدف من هذا اليوم الدولي الذي أنشاته منظمة الأمم المتحدة، يتمثل في جعل تلك الظاهرة المأساوية حيّة في أذهان جميع الشعوب، وإحياء ذكرى أحداث الثاني والعشرين والثالث والعشرين من آب أغسطس عام ١٧٩١، عندما بدأت الثورة في جزيرة سانت دومينغو – والتي باتت اليوم هاييتي وجمهورية الدومينيكان – بقيادة الجنرال Toussaint Louverture وهو عبدٌ سابق، وشكّل هذا الحدث نقطة تحولية في المعركة التي أدت في نهاية المطاف إلى إلغاء الإتجار بالرقيق الأسود عبر المحيط الأطلسي.

وقال كويشيرو ماتسورا، المدير العام السابق لهيئة اليونسيكو، إن ثورة سانتو دومينغو هزّت بشكل جذري ونهائي منظومة العبودية، وشكلت انطلاقة لعملية إلغاء هذه الظاهرة.


الثورة التي قادها الجنرال لوفرتور تبعتها سلسلة من الأحداث، شكلت نهاية حقبة مظلمة كان يباع فيها الرجال والنساء والأطفال.

بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر سُلخ ملايين الشبان الأفارقة عن أرضهم، ورُحّلوا إلى الأمريكيتين، على متن سفن في أوضاع لا تمتّ للإنسانية بصلة.

منهم من ماتوا خلال السفر، وكثيرون أجبروا على العمل في حقول البن والقطن وقصب السكّر.

وممّا لا شك فيه أنّ تلك الأحداث شكّلت جرحاً عميقاً في جسم البشرية، ما حمل البابا بيوس الثاني على وصفها بـ"الجريمة الكبيرة" وذلك في رسالة وجهها إلى أحد المرسلين في أفريقيا عام ١٤٦٢.


البابا يوحنا بولس الثاني، وخلال زيارته ما يُسمى بــ"بيت العبيد" في جزيرة "غوريه" بالنسغال عام ١٩٩٢، ذكّر بأن العديد من الرجال والنساء والأطفال الأفارقة سُلخوا عن أرضهم وأُحضروا إلى تلك الجزيرة، وأُبعدوا عن أفراد عائلاتهم وأحبائهم، كي يُباعوا في أسواق الرقيق.

ولفت البابا فويتيوا آنذاك إلى أن هذه الجزيرة كانت وستبقى في ذاكرة العديد من أبناء أفريقيا المتواجدين في بلدان الشتات، قائلاً إنّ هؤلاء الأشخاص ذهبوا ضحيّة تجارة مخزية.


وعلى الرغم من إلغاء هذه الممارسة المقيتة إلاّ أنّ عالم اليوم ما يزال يشهد أشكالاً جديدة من العبوديّة.

البابا فرنسيس وخلال سنوات حبريّته تطرّق إلى هذا الموضوع في أكثر من مناسبة.

في العام ٢٠١٤ وخلال حفل التوقيع على الإعلان ضد العبوديّة من قبل القادة الدينيين، لفت برغوليو إلى أنّه على الرغم من الجهود الحثيثة التي بُذلت، ما تزال العبودية الحديثة آفة مروعة، وهي موجودة على نطاق واسع.

وقال إن العبودية الجديدة التي تتّخذ أشكال الإتجار بالبشر، والعمل القسري والدعارة والإتجار بالأعضاء البشرية، تشكل جريمة بحق الإنسانية.

وأضاف أن ضحايا هذه الظاهرة ينتمون إلى مختلف شرائح المجتمع، بيد أنها تستهدف غالباً الأخوة والأخوات الفقراء والأكثر هشاشة.


هذا وتشير التقديرات إلى أنّ عدد ضحايا الأشكال الجديدة من العبوديّة حول العالم يتخطّى الأربعين مليون شخص، وهو يوازي بثلاثة أضعاف عدد ضحايا الإتجار بالرقيق الأسود عبر المحيط الأطلسي.


المصدر : فاتيكان نيوز

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.