HTML مخصص
14 Dec
14Dec


إذ سيم كاهنًا في الثالث عشر من كانون الأول ديسمبر عام ١۹٦۹، وإكتشف الحبر الأعظم المستقبلي دعوته قبل ستة عشر عامًا، في الحادي والعشرين من أيلول سبتمبر عام ١۹٥۳، في عيد القديس متى الإنجيلي.
في ذلك اليوم، شعر الشاب برغوليو، لدى مروره قرب الرعية التي كان يذهب إليها، بالحاجة إلى الإعتراف ، وذلك الإعتراف غيّر كلّ شيء.

إحتفل البابا فرانسيس أمس الأول بالذكرى السنويّة الحادية والخمسين لسيامته الكهنوتيّة.

سيم خورخي ماريو برغوليو كاهنًا في الثالث عشر من كانون الأول ديسمبر عام ١۹٦۹، قبل أيام قليلة من عيد ميلاده الثالث والثلاثين (في السابع عشر من كانون الأول ديسمبر)؛ بعد أن كان ولإحدى عشرة سنة خلت، في الحادي عشر من آذار (مارس) عام ١۹٥٨، قد دخل الابتداء في الرهبانيّة اليسوعيّة حيث أبرز نذوره المؤقّتة في الثاني والعشرين من نيسان أبريل عام ١۹٧۳.
إكتشف الحبر الأعظم دعوته في الحادي والعشرين من أيلول سبتمبر عام ١۹٥۳: كان ذلك في عيد القديس متى الإنجيلي وكان الشاب خورخي برغوليو، يمر بالقرب من الرعية التي كان يذهب إليها، وشعر بالحاجة إلى الإعتراف.
فوجد كاهنًا لم يكن يعرفه وهذا الإعتراف غيّر حياته.
ويخبر البابا فرنسيس عن ذلك اليوم :
"كانت هذه خبرة لقاء بالنسبة لي: وجدت أن هناك من ينتظرني. لكنني لا أعرف ما حدث، لا أتذكر، لا أعرف حقًا سبب وجود هذا الكاهن هناك، الذي لم أكن أعرفه، ولماذا شعرت بهذه الرغبة في الاعتراف، لكن الحقيقة هي أن هناك شخصًا ما كان ينتظرني.
لقد كان ينتظرني منذ فترة طويلة.
بعد الإعتراف شعرت أن شيئًا ما قد تغير. لم أكن الشخص نفسه، كنت كمن سمع صوتًا، دعوة: وكنت مقتنعًا أنه يجب أن أصبح كاهنًا".

إختبر برغوليو حضور الله المحب في حياته، وشعر أن الله قد لمس قلبه وأحسَّ برحمة الله، الذي يدعوه بنظرة حب رقيق إلى الحياة الرهبانيّة، على مثال القديس إغناطيوس دي لويولا.
وبالتالي كان هذا الحدث من حياته هو الذي ألهم إختياره لشعار حبريّته " miserando atque eligendo"، أي "نظر إليه وأحبّه".

غالبًا ما يخاطب البابا فرنسيس الكهنة في عظاته وخطاباته.
هذا العام، وبشكل خاص، إستشهد بهم عدة مرّات في إشارة إلى الوباء الحالي والتزامهم إلى جانب المؤمنين الذين كانت تمتحنهم حالة الطوارئ الصحية.
وفي رسالة وجهها في الحادي والثلاثين من أيار مايو المنصرم إلى كهنة روما، تحدث البابا فرنسيس إلى رعاة شعب الله الذين لمسوا لمس اليد آلام الناس بشكل مباشر، وشاركوهم المسيرة.
كتب الأب الأقدس :
"كجماعة كهنوتيّة لم نكن غرباء عن هذا الواقع ولم ننظر إليه من النافذة؛ إذ كنتم في وسط هذه العاصفة المستعرة، بذلتم قصارى جهودكم لتكونوا حاضرين وترافقوا جماعاتكم: لقد رأيتم الذئب قادمًا ولم تهربوا أو تتخلوا عن القطيع".

كذلك شجّع البابا فرنسيس الكهنة على أن يكونوا حكماء، وأن يتحلّوا ببعد النظر والإلتزام المشترك، بالنظر إلى المستقبل، وقال إنّه "سيكون من الضروري تطوير إصغاء متنبّه وإنما مفعم بالرجاء، هادئ وإنما شجاع، دائم ولكن ليس قلق ويمكنه أن يمهد الدروب التي يدعونا الرب لنسير عليها".

ويختتم البابا رسالته بالقول :
"ككهنة وأبناء وأعضاء في شعب كهنوتي، علينا أن نتحمّل مسؤولية المستقبل ونظهره كأخوة".

وفي لقائه وفدًا من الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين من إقليم لومبارديا في إيطاليا في العشرين من حزيران يونيو الماضي ذكّر البابا فرنسيس بالحماس الراعوي والعناية المبدعة للكهنة على مساعدة الأشخاص على المضي في مسيرة الإيمان وعلى عدم البقاء وحدهم إزاء الألم والخوف وقال :
" لقد أعجبت بالروح الرسوليّ للعديد من الكهنة، الذين بقوا بجانب شعبهم في المشاركة اليومية: لقد كانوا العلامة لحضور الله المعزّي، لكن ولسوء الحظ، توفّي عدد كبير منهم.
هناك بينكم أيضا بعض الكهنة الذين أُصيبوا ولكنهم قد شُفوا بنعمة الله.
وبالتالي أشكر من خلالكم الإكليروس الإيطالي بأسره، الذي قدم دليل شجاعة ومحبة للناس".


المصدر : فاتيكان نيوز

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.