HTML مخصص
18 Aug
18Aug
إعلان خاص

هل يمكن أن نتحكّم بأحلامنا؟


(مُناسبة هذا المقال: أخبروني أنّ طفلًا في العاشرة أجرى حوارًا على الإنترنت وقيل له أنّ بإمكانه التحكّم لأحلامه من خلال ممارسات معيّنة. ثم أخذ يعاني أعراضًا غريبة وقلقًا شديدًا وأرقًا في أثناء النّوم.. إنّهم يتعرّضون للأطفال أيضًا!!!)


إبتكر جماعة "العصر الجديد" New Age مقولة "الأحلام اللَّذيذة" lucid dreams.

فبإمكانك أن تتحكّم بأحلامك وتهيّئ لنفسك أحلامًا هانئة من خلال تقنيّات وتمارين عقليّة ترتكز على التلاعب بالوعي awareness/ consciousness في أثناء النّهار. وميزة "الأحلام الَّلذيذة" أنّك تكون واعيًا في أثناء "الحلم"، الذي ينقلك إلى عالم الماوراء وتختبر مشاعر "لذيذة" تدوم ايّامًا!


أنظر مثلًا على يوتيوب:
My State of Consciousness: Lucid Dreaming | Habiba Awada | TEDxPhoeniciaU

لكنّ الحلم في حال الوعي ليس حلمًا بل خبرة ماورائيّة تقوم على غيبوبة العقل، تنقل الشخص إلى عالم الغيب، بينما الحلم العاديّ لا ينقل الإنسان إلى عالم الغيب ولا يعطي لذّةً تدوم لأيّام.


فالحلم العاديّ هو محايد في معظم الأحيان؛ وقد يكون سارًّا أو مزعجًا، وفي الحالين يزول تأثيره سريعًا بعد الاستيقاظ.وأخطر ما في هذا الأمر هو التقنيّات التي تهدف إلى التلاعب بالوعي والتّأثير في العقل بطرق تخالف العمل الطّبيعيّ للعقل، وهذا الأمر هو سوء استعمال للعقل، يؤدّيه بدرجة كبيرة.

والإغراء هنا هو هذه الخبرة الماورائيّة المسمّاة "الأحلام اللَّذيذة" وما يتبعُها من اختبار لذيذ لعالم الغيب.

وخبرة عالم الغيب مؤذية ايضًا لأنّ الله لم يخلق العقل ليختبر عالم الغيب بايّ طريقة كانت.


والأخطر أن يُدمن الشخص على مُتعة هذه الخبرة ويُكرر ممارستها فتتفاقم أذيّتُها.


وهذا الطّرح غير علميّ. فالأحلام هي عمل العقل بشكل طبيعيّ في أثناء النّوم ويستحيل أن يختبر الانسان حلمًا حقيقيًّا في حال اليقظة.

وبحسب علم النفس تُعبّر الأحلام عن رغبات في النّفس، ولم يتكلّم علم النفس عن إمكانيّة تحكُّم الشخص بأحلامه، ولا فائدة من ذلك حتّى كان ذلك الأمر مُمكنًا. وما فائدة أن يُسيء الشخص إلى عقله بطُرق غيبيّة وتقنيّات ماورائيّة لا يمكن التكهّن بنتائجها، ليصنع لنفسه "أحلامًا لذيذة" هي بالحقيقة خبرة ماورائيّة تُسهم الأرواح الخبيثة في صُنعها؟ ومُقابل اللذّة الوقتيّة التي تُشبه تأثير المخدّر، تفعل الأرواح في الشخص بطرق خفيّة نجهل نتائجها.


نحن كمؤمنين نسلم الربّ يسوع وعينا ورُقادنا، "فالربّ يعطي أحبّاءه لذَّة النّوم" (مزمور 2:127).


وأهمّ ما في الأمر أن نرضي الربّ فنكون بمنجاة من القلق، وهذا هو العامل الحقيقيّ الذي يعطي نومنا هناءة.

والمجد ليسوع المسيح. آمين.


رجاء مشاركة هذا المقال



/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/

#خدّام_الربّ

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.