HTML مخصص
04 Feb
04Feb

أنتظرُ من بكركي تبنّي اقتراحي الذي أراه مناسباً لوضع الحلّ الجذريّ والمنطقيّ لأزمة الكهرباء الفاضحة في لبنان حيث كلّفتنا حتى اليوم، وبسبب فساد الطاقم السّياسي الحاكم، أكثر من أربعين ميليار دولار، وهنا نصرّ على ضرورة إجراء تحقيق قضائي مالي جدّي بهذا الرّقم الضخم وملاحقة كلّ السّارقين قضائيّاً ومحاكمتهم واسترجاع المال المنهوب منهم..
دولتنا مفكّكة.



شركة كهرباء لبنان عاجزة فاشلة تماماً كوزارة الطاقة بل كالحكومة مجتمعة، ولا ننتظر منها أيّ حلول تفيدنا وهي التي ينطبق عليها المثل الشعبي: "يا طالب الدّبس من ط... النّمس" ومقولة: "فاقد الشيء لا يعطيه"!



أمّا الحلّ هذا فيقضي بتسليم معامل إنتاج الكهرباء في لبنان كلّه إلى القطاع الخاص (على طريقة BOT ولكن داخلياً) على أن يتمّ إنشاء شركات مساهِمة، لكلّ منها مجلس إدارة من ذوي الاختصاص الكفوءين، (ويمكنها أن تبني معامل جديدة وفقاً للحاجة)، بحيث يشتري من يريد من المُشتركين أسهماً يتم تحديد سقفها، وفقاً لنظام مدروس وبحسب القوانين المرعية الإجراء، وهكذا يصير كلّ مشترك في الشّبكة الرّسمية شريكاً في شركة من شركات الكهرباء الخاصة الموزّعة على كل المحافظات اللبنانيّة، وأقترحُ أن يكون لكل محافظة شركة خاصّة، ونحن لا نحتاج بحسب الدّراسات إلى أكثر من خمس أو ست معامل لإنتاج الكهرباء والتي يتم تشغيلها على الغاز.. وتحصل الدّولة على حصّتها الشّرعيّة من الأرباح ومن بَدَل استخدام شبكاتها الرّسميّة، (والأفضل أن تصير ملكاً لهذه الشركات يتم تسديد ثمنها إلى شركة كهرباء لبنان) على أن تعتمد كلّ الطرق والوسائل التكنولوجيّة المعتمدة عالمياً خصوصاً في دول العالم الأول لإدارة وتشغيل وتطوير واستثمار هذا القطاع الحيوي والمربح، طالما أن الدّولة اللبنانيّة أساءت إدارته، وتستمر في التقاعد عن القيام بواجباتها تجاه مواطنيها وتتقاعس عن تحمّل مسؤوليّتها منذ عقود من الزمن الرديء إلى اليوم، وتكبّدت الخسائر الماليّة الفادحة بدلاً من أن تجني أرباحاً تغذّي بها خزينة الدولة التي غرف منها أفراد عصابة السلطة الحاكمة الفاسدة ما استطاعوا وقوّضوا أسس الدولة وأركانها لنصل في نهاية المطاف إلى ما وصلنا إليه من عجز وانحدار وانحطاط كارثيّ!


السّياسيّون لا يريدون دخول الملكوت ولا يريدون أن ندخله ! كيف ؟! بأي حق ؟!


أصحاب الأدمغة يقترحون الحلول فيما أتباع إبليس هؤلاء يعيثون فساداً !


في غياب الدولة، وفقدان رجال الدولة في مواقع الحكم، لا بدّ من أن نقترح نحن الحلول كمواطنين لبنانيين، وكأبناء الكنيسة وفي مقدّمنا رأس كنيستنا المارونيّة التي يلجأ إليها الجميع خصوصاً عندما تعصف بلبنان الأزمات وحين يتعطّل مجرى الحياة السّياسيّة السّليمة إذ تنشب الخلافات وتحتدم الصراعات وتتفاقم التناقضات.. و.. و.. و..


لم نعد نحتمل الظلم والقهر والاستبداد واضطهاد عصابة السّلطة الحاكمة الفاسدة لنا !


لم نعد نحتمل من بكركي مرجعنا الروحي والوطني بيانات لا ترقى إلى مستوى علاج جرحنا العميق إذ لا يتضمّن حلولاً قابلة للتنفيذ كما نحن نرى ونريد !


لم نعد نحتمل الكلام الإنشائي..


لم نعد نحتمل اللّوم والتّمني والتباكي والنقد والتوبيخ..

لم نعد نحتمل التأجيل..

لم نعد نحتمل رؤية السياسيين وغيرهم من المسؤولين الفاسدين الذين يزورون بكركي حيث يكذبون، يكذبون ويكبذون، يخونون، يخونون ويخونون.. !


لم نعد نحتمل الإحباط والقحط والعجز والبطالة والسّخط من السياسيّين والقضاة والأمنيّين والإداريّين وحتى المكرّسين الفاسدين !


نحن نتلّقى الضربات والمسؤولون يعدّونها !

متى تنتهي جلجلتنا ؟!

عندما ينتهي المسؤولون الفاسدون، النافذون، المحظيّون، الشرهون، الرعاع، الخونة والمتوحِّشون من الإجهاز على ما تبقّى من مقوّمات الدّولة اللّبنانيّة وحتّى امتصاص آخر نقطة دم من شرايين لبنان ؟!


ماذا تنتظر بكركي ؟!

غداً لن ينفع النّدم !!


نحذّر وندقّ ناقوس الخطر..
ونجّانا الله من الأعظم إن لم يصرخ بطريركنا الرّاعي صرخة بطل تزلزل الأرض وتحدث التغيير المُنتظر !


حكومة بل طاقم سياسي برمته يعجز أقلّه عن وضع حل كامل لمشكلة الكهرباء.. كيف لنا أن نثق به ونأتمنه على مصالحنا ومصير وطننا ونختار منه رئيساً لجمهوريّتنا الحزينة ؟!


لا بدّ من تحرير دولتنا من هذا الرّهط من الإبليسيّين المتربّعين على عروش السّلطات الدّستوريّة.. ولا بدّ من استثمار طاقاتنا ووزناتنا كما يجب.. ولا بدّ من دويّ كلمة بكركي التّغييريّة !


لنستلهم كلام الرّب يسوع المسيح في إنجيله المقدّس وننفّذ ما يطلبه منّا.. قبل فوات الأوان !



/سيمون حبيب صفير/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.