HTML مخصص
15 Nov
15Nov


خمس سنوات مضت على المجزرة التي شهتدها العاصمة الفرنسية في الثالث عشر من تشرين الثاني نوفمبر 2015 عندما هاجم كومندوس مسلح المهلى الليلي الشهير الـ"باتاكلان" خلال حفل موسيقي ما أسفر عن مصرع حوالي تسعين شاباً، وتم ذلك بشكل شبه متزامن مع هجمات استهدفت عددا من المطاعم والمقاهي الباريسية، فبلغ مجموع الضحايا مائة وثلاثين تقريبا.على الرغم من مرور خمس سنوات على هذه الحوادث الأليمة ما تزال فرنسا وأوروبا بصورة عامة تبحثان عن حلول لآفة الإرهاب الذي يحمل طابعاً جهاديا. بعد سنة على الحادث عاد الملهى الليلي ليفتح أبوابه أمام رواده، فيما بدأت في شهر كانون الثاني يناير الماضي جلسات محاكمة أعضاء الكومندوس الذي نفذ الهجوم، وقد شهدت فرنسا منذ السنة الماضية حوالي عشر هجمات إرهابية قام بها جهاديون، وبينت التحقيقات أن نصف هؤلاء الإرهابيين يحملون الجنسية الفرنسية، ونسبة ثمانين بالمائة منهم لم يكونوا معروفين لدى الأجهزة الأمنية.وفي أعقاب الهجمات الأخيرة التي شهدتها باريس ونيس أعلنت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون في مداخلة أمام البرلمان الأوروبي عن وضع خطة جديدة لمكافحة الإرهاب مع حلول التاسع من كانون الأول ديسمبر المقبل، بهدف تحديد الثغرات الأمنية ومعالجتها، وتعزيز التعاون بين أجهزة الأمن، ولاسيما في استخدام التكنولوجيا وتبادل المعلومات. كما تُناقش حالياً الإجراءات المتعلقة بالتصدي للردكلة، وحماية الأماكن العامة، والتعاون مع الدول الأعضاء والأقاليم والمدن.بالتزامن مع الذكرى السنوية لهجوم باتاكلان الإرهابي الذي صادف يوم أمس الجمعة، اختُتمت في لنداو أعمال الجمعية الدولية الأولى حول موضوع النساء والإيمان والدبلوماسية والتي نظمتها حركة "أديان من أجل السلام". تباحث المؤتمرون في السبل الهادفة إلى تعزيز الحوار بين الأديان في هذه الأزمنة الصعبة التي نعيشها فضلا عن بناء السلام ومكافحة الإرهاب وحماية البيئة ومساعدة المهاجرين والتصدي للعنف الجندري. شارك في الجمعية التي انعقدت عبر الإنترنت مئات الأشخاص الذين يمثلون ديانات مختلفة وبحضور مسؤولين سياسيين.للمناسبة أجرى موقعنا الإلكتروني مقابلة مع السيدة عزة كرم، الأمينة العامة لحركة "أديان من أجل السلام" التي أوضحت أن الخوف الحقيقي ليس الخوف من الآخر إنما الخوف من أنفسنا. وقالت: لا بد أن نتساءل عن الأسباب الكامنة وراء هذا الخوف، وذلك لأننا نعيش في أزمنة مطبوعة بانعدام الأمن والتبدلات، وقد اعتدنا كبشر على كل ما هو مستقر، في وقت تدفعنا فيه الجائحة نحو التغيير، وبتنا ندرك أننا جميعا أعضاء في عائلة واحدة. وإذا ما نظرنا إلى الشخص المختلف من وجهة النظر الروحية نرى فيه إنسانا يحتاج إلى معانقتنا، لا مصدرا للخوف.ولفتت السيدة كرم إلى أن البابا فرنسيس تطرق إلى هذا الموضوع في رسالته العامة الأخيرة "فراتيلي توتي" عندما سلط الضوء على أهمية الاهتمام بالآخر، وتحدث عن السامري الصالح الذي يمكن أن يكون شخصا مختلفا يهتم بنا. فلا بد أن نتشجع في البحث عن الأشخاص المختلفين عنا، وهذا الأمر كفيل في تبديد المخاوف التي هي أيضا من مسببات العمليات الإرهابية.وختمت السيدة كرم مشيرة إلى أن المؤتمر تخللته شهادات لبعض النساء، من بينها السيدة Mary McAleese الرئيسة السابقة لإيرلندا، التي عرفت – كمسؤولة سياسية وامرأة مؤمنة – كيف تتخذ خطوات شجاعة من أجل تحقيق السلام والمصالحة في بلادها، كما تمكنت من جمع الكاثوليك والبروتستنت والتأكيد على أن الطرفين مسيحيان وعليهما أن يتعايش. 


المصدر : فاتيكان نيوز

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.